المصفي (التعيين، العزل، المهام)
المصفي:
هو الشخص الذي يعهد إليه مباشرة أعمال تصفية الشركة المنحلة قانونيا، فيمثلها ويتصرف باسمها طيلة فترة التصفية لحين الانتهاء منها، وسنبين أولا كيفية تعيين المصفي وعزله ثم مهامه في فترة التصفية.أولا: تعيين المصفي
طبقا للمادة 445 من القانون المدني الجزائري " تتم التصفية عند الحاجة
إما على يد جميع الشركاء، وإما على يد مصف واحد أو أكثر تعينهم أغلبية الشركاء،
وإذا لم يتفق الشركاء على تعيين المصفي، فيعينه القاضي بناء على طلب أحدهم، وفي
الحالات التي تكون فيها الشركة باطلة فإن المحكمة تعين المصفي وتحدد طريقة التصفية
بناء على طلب كل من يهمه الأمر، وحتى يتم تعيين المصفي يعتبر المتصرفون بالنسبة
إلى الغير في حكم المصفين"، كما نصت المادة 782 من القانون التجاري الجزائري
بقولها: "يعين مصف واحد أو أكثر من طرف الشركاء إذا حصل الانحلال مما تضمنه
القانون الأساسي أو إذا قرره الشركاء.يعين المصفي:
1- بإجماع الشركاء في شركات التضامن،
2- بالأغلبية لرأس مال الشركاء في الشركات ذات المسؤولية المحدودة،
3- وبشروط النصاب القانونية فيما يخص الجمعيات العامة العادية في الشركات
المساهمة".
"وإذا لم يتمكن الشركاء من تعيين مصف فإن تعيينه يقع بأمر من رئيس
المحكمة بعد فصله في العريضة، ويجوز لكل من يهمه الأمر أن يرفع معارضة ضد الأمر في
أجل خمسة عشر يوما اعتبارا من تاريخ نشره طبقا للشروط المنصوص عليها في المادة
757، وترفع هذه المعارضة أمام المحكمة التي يجوز لها أن تعين مصفيا آخر"
(المادة 783 تجاري جزائري)، " أما إذا وقع انحلال الشركة بأمر قضائي فإن هذا
القرار يعين مصفيا واحدا أو أكثر، إذا عين عدة مصفين فإنه يجوز لهم ممارسة مهامهم
على انفراد، وذلك باستثناء كل نص مخالف لأمر التسمية، إلا أن المصفين يتعين عليهم
أن يضعوا ويقدموا تقريرا مشتركا" (المادة 784 تجاري جزائري).
وتنص المادة 767 من ذات القانون بأن ينشر أمر تعيين المصفين مهما كان شكله
في أجل شهر في النشرة الرسمية للإعلانات القانونية، وفضلا عن ذلك في جريدة مختصة
بالإعلانات القانونية للولاية التي يوجد بها مقر الشركة، ويتضمن هذا الأمر
البيانات الآتية:
1- عنوان الشركة أو اسمها متبوعا عند الإقتضاء بمختصر اسم الشركة،
2- نوع الشركة متبوعا بإشارة "في حالة تصفية"،
3- مبلغ رأس المال،
4- عنوان مركز الشركة،
5- رقم قيد الشركة في السجل التجاري،
6- سبب التصفية،
7- اسم المصفين ولقبهم وموطنهم،
8- حدود صلاحيتهم عند الإقتضاء،
كما يذكر في نفس النشر بالإضافة إلى ما تقدم:
1- تعيين المكان الذي توجه إليه المراسلات والمكان الخاص بالعقود والوثائق
المتعلقة بالتصفية،
2- المحكمة التي يتم في كتابتها إيداع العقود والأوراق المتصلة بالتصفية
بملحق السجل التجاري،
3- وتبلغ نفس البيانات بواسطة رسالة عادية إلى علم المساهمين بطلب من
المصفي.
ثانيا: عزل المصفي
طبقا للمادة 786 من القانون التجاري الجزائري يعزل المصفي ويستخلف حسب
الأوضاع المقررة لتسميته، فإذا صدر من المصفي تصرفات تنافي التزاماته اتجاه الشركة
يحق للأشخاص الذين عينوه عزله، كما يجوز الالتجاء إلى القضاء بطلب عزل المصفي إذا
وجد مبرر شرعي لذلك، وكما يجوز عزل المصفي من قبل الشركاء والقضاء فيحق له بدوره
أن يعتزل من مهامه شريطة أن يتم هذا الاعتزال في الوقت المناسب وأن يعلن للشركاء
عن اعتزاله، هذا ولا يجوز عزل المصفي إلا من طرف الجهة التي عينته فإذا كان
الشركاء هم الذين عينوه كان لهم الحق وحدهم في عزله وإذا عينه القضاء تعلق قرار
العزل بسلطاتها واختصاصها.
ثالثا: مهام المصفي في فترة التصفية
يمثل المصفي الشركة ويخوله القانون، أي نصوص العقد التأسيسي أو القرار الذي
تم بموجبه تعيينه من قبل المحكمة سلطات في حدود التصفية بحيث لا يجوز له تجاوزها،
فيجوز للمصفي انجاز الأعمال الجارية واتخاذ جميع الإجراءات الاحتياطية التي
تقتضيها مصلحة الشركة كتجديد قيد الرهون وقطع التقادم وله أن يظهر الأسناد التجارية
ويمنح المهل ويرهن أموال الشركة، على أنه لا يجوز للمصفي أن يباشر أعمالا جديدة
باسم الشركة إلا إذا كانت هذه الأعمال الجديدة لازمة لإتمام أعمال سابقة لقرار
حلها بالانقضاء أو الإبطال هذا ما قضت به الفقرة الأولى من المادة 446 مدني
جزائري، وتنحصر مهمة المصفي في الأعمال الآتية:
- يجوز للمصفي أن يبيع مال الشركة منقولا أو عقارا إما بالمزاد العلني،
وإما بالتراضي ما لم يقيد قرار تعيينه هذه السلطة، ولكن لا يجوز له أن يبيع من مال
الشركة إلا بالقدر اللازم لوفاء ديونها ما لم يتفق الشركاء على خلاف ذلك (الفقرة
الثانية من المادة 446 قانون المدني الجزائري)، كما أن ليس له أن يجري التصرفات
الخطيرة أو التبرعية إلا بترخيص صريح، كأن يتخلى عن تأمينات بدون مقابل بدل أو أن
يبيع بيعا جزافا المحل التجاري الذي فوضت إليه تصفيته.
استيفاء الديون التي للشركة في ذمة الغير وفي ذمة الشركاء، وسداد ديونها،
فيطالب مدينها بدفع ما يتوجب عليهم حيالها ويطالب الشركاء بتقديم الحصص أو الباقي
منها التي تعهدوا بتقديمها عند التأسيس ويسدد ديون الشركة.
- لا يجوز للمصفي متابعة الدعاوى الجارية أو القيام بدعاوى جديدة لصالح
التصفية ما لم يؤذن له بذلك من الشركاء أو بقرار قضائي إذا تم تعيينه بنفس الطريقة
(المادة 788 الفقرة 2 تجاري جزائري).
- يضع المصفي في ظروف ثلاثة أشهر من قفل كل سنة مالية الجرد وحساب
الإستثمار العام وحساب الخسائر والأرباح وتقريرا مكتوبا يتضمن حساب عمليات التصفية
خلال السنة المالية المنصرمة، باستثناء الإعفاء الممنوح له بأمر مستعجل، يستدعي
المصفي حسب الإجراءات المنصوص عليها في القانون الأساسي مرة على الأقل في السنة
وفي أجل ستة أشهر من قفل السنة المالية، جمعية الشركاء التي تبث في الحسابات
السنوية وتمنح الرخص اللازمة وتجدد عند الإقتضاء وكالة المراقبين أو مندوبي
الحسابات، فإذا لم تعقد الجمعية يودع التقرير المنصوص عليه في الفقرة الأولى
أعلاه، بكتابة المحكمة حيث يطلع عليه كل من يهمه الأمر (المادة 789 تجاري جزائري).
- يقوم المصفي أثناء تصفية الشركة وتحت مسئوليته بإجراءات النشر الواقعة
على الممثلين القانونيين للشركة، وخاصة فيما يتعلق بكل قرار يؤدي إلى تعديل
البيانات المنشورة طبقا للمادة السابقة فإنه ينشر طبقا للشروط المنصوص عليها في
هذه المادة (المادة 768 تجاري).
هذا وتنص المادة 792 تجاري بقولها: "في حالة استمرار استغلال الشركة،
يتعين على المصفي استدعاء جمعية الشركاء حسب الشروط المنصوص عليها في المادة 789، وإلا
جاز لكل من يهمه الأمر أن يطلب الإستدعاء سواء بواسطة مندوبي الحسابات أو هيئة
المراقبة أو من وكيل معين بقرار قضائي"، إلا أنه لا يجوز للمصفي استغلال
الشركة في فترة التصفية إذا حلت لأسباب عدم مشروعية محلها، ويحظر التنازل عن كل أو
جزء من مال الشركة التي توجد في حالة تصفية إلى المصفي أو مستخدميه أو أزواجهم أو أصوله
أو فروعه، (المادة 771 تجاري)،ن إلا أن المادة 772 تجاري ترخص بالتنازل الإجمالي
عن مال الشركة أو عن حصة المال المقدمة إلى شركة أخرى إذا كان قد تم ذلك خاصة عن
طريق الإدماج:
1- في شركات التضامن بموافقة كافة الشركاء،
2- وفي الشركات ذات المسؤولية المحدودة بالأغلبية التي تطلب لتعديل القانون
الأساسي،
3- وفي الشركات المساهمة حسب شروط النصاب والأغلبية المنصوص عليها في
الجمعيات غير العادية.
ويترتب على الأعمال التي يقوم بها المصفي أثناء فترة التصفية مسئوليته تجاه
الشركة والغير، فإن كانت هذه الأعمال ضارة أو تخرج عن مهامه يسأل عنها شخصيا ولا
تلتزم بها الشركة، كما إذا خالف القرارات التي اتخاذها الشركاء فيما يختص بالتصفية
أو أهمل استيفاء حقوق الشركاء أو قصر في اتخاذ الإجراءات الاحتياطية التي تقتضيها
مصلحة الشركة هذا ما نصت به المادة 776 من القانون التجاري الجزائري بقولها:
"يكون المصفي مسئولا تجاه الشركة والغير عن النتائج الضارة الحاصلة عن
الأخطاء التي ارتكبها أثناء ممارسته لمهامه". مع العلم أن المصفي يمكن معاقبته
جزائيا إذا ارتكب أثناء التصفية أعمالا تعتبر تزويرا أو احتيالا أو إساءة ائتمان.
المرجع:
- أ.عمورة عمار، شرح القانون التجاري الجزائري، دار المعرفة، الجزائر، 2016، من ص 166 إلى ص 169.