منهج دراسة حالة
دراسة
الحالة هي دراسة متعمقة للعوامل المتشابكة التي تمثل جذور الحالة، ومحتوياتها،
وتتعدد مفاهيم دراسة الحالة، فبعضهم يراها شبيهة بالدراسة التاريخية للحالة أو
المجتمع، وبعضهم يرى الفصل بينهما لوجود بعض الفوارق المميزة بينهما، وبعض آخر يجعل
دراسة الحالة جزءا من المنهج الوصفي عندما تدرس به العلاقات المتبادلة، وبعض يراه
منهجا متميزا بكونه يهدف إلى التعرف على وضعية واحدة معينة، وبطريقة تفصيلية
دقيقة، ومن أمثلة هذا الاختلاف ما يلي:
1. دراسة الحالة عند ريفلين:
دراسة
الحالة عند ريفلين تتناول الشكوى، ببيان أسباب إحالة الطالب الى الموجه، او
العيادة النفسية، والتاريخ التطوري للطالب، والمظهر الجسمي، والسمات الشخصية،
والدراسة والتحصيل، ونتائج الفحص الطبي، والبيئة الاسرية، والاجتماعية، للطالب او
العميل.
2. دراسة الحالة عند جونز:
وتشتمل
عند جونز على الفحص الطبي/ النفسي، والصحة العامة، والنواحي الدراسية والنواحي
العقلية، والصحة والتطور الصحي للحالة، والتشخيص، والعلاج، والمتابعة.
3. دراسة الحالة عند سترانج:
تشتمل
عند سترانج على تاريخ الأسرة، وتاريخ تطور الحالة، والبيئة المحلية، والتطور
الدراسي، والخطة الدراسية والمهنية، ونتائج الاختبارات والمقاييس الموضوعية،
والتقارير الشخصية، أو الذاتية.
وفي
كل حال يمكن تعريف منهج دراسة الحالة بأنه منهج يتجه إلى جمع البيانات العلمية
المتعلقة بأي وحدة، فردا كان، أم مؤسسة، أن نظاما اجتماعيا، بقصد الوصول إلى
تعميمات متعلقة بالوحدة المدروسة، وبغيرها من الوحدات المشابهة، فمن مقاصده
الرئيسة الوصول إلى تعميمات.
أولا- خطوات دراسة الحالة:
أ)
تحديد الحالة المطلوب دراستها.
ب)
جمع المعلومات، وتدقيقها على هدي فرضية أولية، والتأكد من صحتها.
ج)
وضع الفرضيات التي تفسر المشكلة ونشأتها وتطورها.
د)
اقتراح نوع المعاملة، أو العلاج.
ه)
إعداد تقرير الحالة.
و)
المتابعة والاستمرار، للتأكد من صدق التشخيص، ومناسبة العلاج.
ثانيا: خصائص منهج دراسة الحالة
أ. الإيجابيات:
1. اتساع
المجالات التي يمكن فيها استخدام منهج دراسة الحالة، فقد يكون المدروس فردا أو
جماعة، أو مجتمعا صغيرا أو كبيرا.
2. التعمق،
فهو لا يقتصر على الدراسة الوصفية الخارجية.
3. يدرس
العوامل المؤثرة، والعلاقات السببية بين أجزاء الظاهرة المدروسة.
4. يتيح
الحصول على معلومات شاملة، وعلى تحليل كيفي، ويهتم بالموقف الكلي، بصورة تابعية.
5. منهج
ديناميكي يساعد على تكامل المعرفة.
6. مصدر
جيد الفرضيات.
ب. السلبيات:
1.
امكان الخلط بين دراسة الحالة كمنهج أو كأداة، مما قد يشكك في بعض المعلومات
المجموعة.
2. إمكان
تدخل ذاتية الباحث في تفسير النتائج، فتضعف الموضوعية.
3. تعميم
النتائج يتطلب تطابق الظواهر المدروسة، مع تلك التي يعمم فيها.
وهذا
كثيرا ما يكون مستحيلا، وبخاصة في العلوم السلوكية، مع إمكان وجود حالات شاذة لا
يمكن التعميم عليها.
4. كلفة
تنفيذ المنهج باهظة.
5. العائد
قد يكون، لما سبق مجتمعا أو منفردا، ضعيفا من الناحية العلمية.
تطبيقات منهج دراسة الحالة:
مجال
تطبيق هذا المنهج مجال واسع جدا، وبخاصة في العلوم السلوكية إذ يساعد في الحصول
على المعلومات الأساسية، التي يمكن بها تخطيط الدراسات السلوكية، وذلك بسبب توافر
معلومات معمقة به، تقود إلى صياغة فرضيات تدفع إلى المزيد من البحث السلوكي.
في العلوم القانونية: يمكن تطبيق منهج دراسة حالة في جوانب عديدة
كثيرة جدا، من جوانب الدراسات القانونية، وحيثما أمكن الحصول على عينة ممثلة
لمجموع الظاهرة، أمكن دراسة هذه العينة، دراسة حالة، يمكن تعميم نتائجها على
الظاهرة ككل، مثل دراسة نظم التقاضي، والإجراءات، والأعمال الإدارية للمحاكم،
وأماكن إعادة التربية، وكذلك في مجال رسم السياسات القضائية، ودراسات الجرائم،
وبالمقارنة ما بين نتائج أكثر من دراسة حالات، يمكن إجراء مقارنات قانونية كثيرة،
كما يمكن اللجوء إلى هذا المنهج في إجراء التحقيقات، ورسم الخطط العلمية
القانونية.
تنبيه: عند إجراء دراسة بمنهج دراسة حالة، يمكن تحليل الوثائق والمعلومات
حسب المنهج التاريخي، كما يمكن اللجوء إلى التحليل النقدي، أو أسلوب المقارنة
لاكتشاف الأخطاء، والحشو واستقصاء الحقائق.
المرجع
- د.
صلاح الدين شروخ، منهجية البحث العلمي، دار العلوم للنشر والتوزيع، الجزائر، ص153-155.