أساليب تحديد النتائج الانتخابية
بعد
إتمام عملية التصويت تأتي كيفية توزيع الأصوات٬ أي أصوات الناخبين وتحديد نتيجة
الانتخابات٬ والتي تكون بطريقتين أساسيتين إمّا عن طريق نظام الأغلبية٬ أو نظام
التمثيل النسبي.
الفرع الأول: نظام الأغلبية
نعني به فوز المترشح الذي يحصل على أكثرية
الأصوات أو نجاح القائمة التي تحصلت على أكثر الأصوات في نظام الانتخاب بالقائمة٬
ويعني ذلك أن نظام الأغلبية يمكن الأخذ به
في نظام الانتخاب الفردي والانتخاب
بالقائمة٬ ولهذا النظام صورتين٬ الأغلبية المطلقة والأغلبية البسيطة.
أولا: الأغلبية البسيطة
طبقا
لهذا النظام فالمترشح الذي تحصل على أكثر الأصوات يعتبر فائزا في الانتخابات حتى
ولو كان عدد الأصوات التي تحصل عليها باقي المترشحين يزيد عن عدد الأصوات التي
نالها هذا المترشح٬ أي أن في هذا النظام ينتخب فيها المترشح الحاصل على أكثر
الأصوات٬ دون الاعتداد بما إذا كانت تمثل النصف أو أكثر أو أقل٬ ونفس الشيء
بالنسبة للانتخاب بالقائمة.
مثال:
في دائرة انتخابية٬ عدد الأصوات 3500 صوت و عدد المقاعد 03.
فتحصل المترشح "أ" على 1500 صوت.
تحصل المترشح "ب" على 1000 صوت٬ وتحصل
المترشح "ج" على 1000 صوت
فنجد
كمجموع أصوات المترشحين "ب" و "ج" 2000 صوت أكثر من الأصوات
التي حصل عليها المترشح "أ"٬ رغم ذلك يعتبر المترشح "أ" قد
فاز في الانتخابات.
ونلاحظ أن نظام الأغلبية البسيطة يتم في دورة
واحدة ويمكن العمل به في ظل الانتخابات الفردية أو الانتخابات بالقائمة.
ثانيا: الأغلبية المطلقة
يشترط
في هذا النظام حصول المترشح على الأغلبية المطلقة لعدد الأصوات المعبر عنها٬ أي
لكي يفوز المترشح يجب أن يتحصل على أكثر من نصف عدد الأصوات الصحيحة (أكثر من 1 /2)
أي 50% + صوت واحد مهما كان عدد المرشحين٬ وهذا النظام يعمل به في الانتخابات
الفردية وبالقائمة.
إنّ
هذا النظام يكون سهل التطبيق إذا كان عدد الأصوات المعبر عنها عدد زوجي مثل 1000
صوت٬ لكي يفوز المترشح في هذه الحالة يجب أن يتحصل على 500 صوت+ صوت واحد (50%+1)٬
أما إذا كان عدد الأصوات المعبر عنها عدد فردي
فإن في هذه الحالة نضطر إلى الأخذ بفكرة الأكثر من نصف٬ مثال: إذا كان عدد
الأصوات 999 في هذه الحالة الأغلبية المطلقة هي ليست النصف (499.5) وإنما الأغلبية
هي 500 صوت فما فوق لأنه لا يمكن أن يقسم الصوت.
وإذا
لم يتحصل أي مترشح على الأغلبية المطلقة فيكون هناك دورة ثانية حيث يجب إعادة
الانتخاب بين المترشح الأول والمترشح الثاني٬ أي يتميز هذا النظام بدورين أو
جولين٬ وتكون بين المترشحين اللذين تحصلا على أكبر الأصوات في الدورة الأولى.
ثالثا: تقدير نظام الأغلبية
يمتاز
نظام الأغلبية أنه سهل التطبيق٬ كما أنه يؤدي إلى تحقيق الأغلبية البرلمانية الذي
ينتج عنها الاستقرار السياسي للحكم٬ ولكنه انتقد على أساس انه يؤدي إلى إجحاف في
الأقليات السياسية٬ وفوز الأحزاب الكبيرة على حساب الأحزاب الصغيرة٬ وفي بعض
الأحيان يؤدي هذا النظام إلى فوز حزب بأكبر المقاعد في البرلمان يفوق نسبة عدد الأصوات
التي تحصل عليها في الانتخابات٬ أي أنه لا يعطي أهمية للأصوات الأخرى٬ فإنه لا
يتفق مع الديمقراطية التي تقتضي أن تمثل في جميع فئات الشعب في البرلمان.
كما
أنه يفوز الحزب الذي تحصل على أكثر من 50% بكل المقاعد ولا يتحصل الحزب الذي تحصل
على 49% بأي مقعد وهو أمر غير منطقي ويتعارض مع النظام الديمقراطي.
الفرع الثاني: نظام التمثيل النسبي
إنّ
نظام التمثيل النسبي يتماشى وأسلوب الانتخابات بالقائمة٬ لأن توزيع عدد المقاعد في
الدائرة الانتخابية حسب نسبة عدد الأصوات التي تحصلت عليها كل قائمة من القوائم
المتنافسة٬ كما يتماشى مع مبدأ تمثيل الأقليات السياسية.
فنظام
التمثيل النسبي يهدف إلى الاستغلال الأقصى لعدد الأصوات المعبر عنها مثلا إذا كانت
في الدائرة الانتخابية عدد الأصوات المعبر عنها 5000 صوت صحيحة٬ حيث تنافست قائمتين على 05 مقاعد٬ حصلت القائمة
الأولى على 1000 صوت والقائمة الثانية على 4000 صوت٬ في هذه الحالة يتم توزيع
المقاعد على القائمتين كل حسب عدد الأصوات التي حصلت عليها.
أولا: صور التمثيل النسبي
التمثيل
النسبي ثلاثة صور أساسية٬ إما ان يكون تمثيل نسبي مع قوائم مغلقة٬ أو تمثيل نسبي
مع قوائم المزج أو تمثيل نسبي مع المفاضلة.
1- التمثيل النسبي مع القوائم المغلقة
يلتزم
الناخب بالتصويت على كل القائمة دون إدخال أي تعديل عليها٬ و هذا يكون الفوز حسب
النسب التي تحصلت عليها كل قائمة حتى ولو كان عدد المرشحين في القائمة أكبر من عدد
المقاعد٬ فهنا للحزب الحرية كيف يوزع المقاعد على المترشحين وفي غالب الأحيان يكون
حسب الترتيب الذي جاء في القائمة 3٬2٬1 ...الخ٬ وبالتالي هناك تقييد في هذا النظام
لحرية الناخبين لصالح الأحزاب.
2- التمثيل النسبي مع التفضيل
في
هذا النظام للناخب حرية إعادة ترتيب المترشحين في القائمة الواحدة٬ أي تغيير في
ترتيب أسماء القائمة التي اختارها وترتيب حسب وجهه نظرة الشخصية وليست حسب وجهه
الحزب صاحب القائمة٬ فيفوز المترشحون الذين تحصلوا على المراتب الأولى.
3- التمثيل النسبي مع المزج بين القوائم
هنا
للناخب حرية أكثر حيث لا يتقيد بالقائمة وإنما يمكن له أن يمزج بين القوائم ويخرج
بقائمة جديدة وبالترتيب الذي يراه مناسب٬ وفي هذه الحالة يرتب المترشحون حسب
الأصوات التي تحصلوا عليها فيفوز الذين يحتلون المراتب الأولى حسب المقاعد
المحددة.
ثانيا: تقدير نظام التمثيل النسبي
إنّ
التمثيل النسبي يحقق العدالة عن طريق منح كل حزب عدد من المقاعد يتناسب مع عدد
الأصوات التي تحصل عليها٬ بحيث تمثل كل الأحزاب في البرلمان٬ كما يؤدي إلى خلق
معارضين في البرلمان ولهذا فالحكومة تكون حريصة على تحقيق المصلحة العامة٬ لأن لها
معارضة قوية٬ كما أن هذا النظام يخدم الأحزاب الصغيرة٬ ولكن رغم هذه المزايا إلا
أنه يعاب على هذا النظام
أنه
يتسم بالتعقيد والصعوبة في التطبيق٬ وأنه نظام غامض لدى الجمهور الناخبين٬ مما قد
يؤدي إلى التلاعب في نتائج الانتخابات٬ كما أنه تلجأ الأحزاب فيه إلى وضع زعمائها
في القائمة أو على رأس القائمة من أجل الفوز٬ كما يسمح بتواجد تجمعات صغيرة
ومتنافرة داخل البرلمان٬ وبالتالي يؤدي إلى عدم الاستقرار الوزاري.
ثالثا: توزيع المقاعد النيابية على القوائم
من
أجل توزيع المقاعد في نظام التمثيل النسبي نميز بين طريقتين بين التمثيل النسبي
على المستوى الوطني والتمثيل النسبي على المستوى المحلي٬ وهناك من يطلق عليه
التمثيل النسبي الكامل والتمثيل النسبي التقريبي.
في التمثيل
النسبي الكامل نحتسب أصوات جميع النخيل في البلاد ونقسم على عدد المقاعد النيابية
التي يتكون منها المجلس٬ هذه القسمة يكون المعدل الوطني الذي يقابل مقعد النيابي
واحدا٬ والقائمة الانتخابية التي تحصلت على أصوات هذا التعادل هذا المعدل يكون لها
مقعد نيابي واحد (معامل انتخابي وطني).
أمّا
التمثيل النسبي التقريبي٬ تحسب فيه أصوات الناخبين في الدائرة الانتخابية وتقسم على
عدد المقاعد النيابية لدائرة لكي تتحصل على معامل انتخابي محلي.
مثال:
في الدائرة الانتخابية عدد الأصوات الصحيحة 10.000 صوت وعدد المقاعد 05 تتنافس
عليه ثلاث (03) قوائم.
العدد
الموحد المحلي هو 2000 الصوت للحصول على مقعد واحد وذلك بتقسيم عدد الأصوات دائرة
الانتخابية على عدد المقاعد في الدائرة الانتخابية: 10000/05 صوت= 2000 صوت.
لقد تحصلت القائمة "أ" على 3200 صوت٬
والقائمة "ب" على 3100 صوت٬ والقائمة "ج" تحصلت على 3700 صوت.
عدد
الأصوات 10.000 صوت٬ عدد المقاعد 05 ٬ المعامل الانتخابي الموحد 2000 توزع المقاعد
بقسيمه عدد أصوات كل قائمه على المعامل الانتخابي.
"أ"
← 3200 صوت = مقعد واحد والباقي 1200 صوت.
"ب"
← 3100 صوت= مقعد واحد والباقي 1100 صوت.
"ج"
← 3700 صوت= مقعد واحد والباقي 1700 صوت.
لقد
وزعنا 03 مقاعد وبقي مقعدين٬ توزع بإحدى طرق توزيع البواقي.
رابعا: توزيع البواقي
من
النادر جدا أن يقبل عدد الأصوات التي حصلت عليها القائمة القسمة على العدد الذي
يمثل المعامل الانتخابي دون باقي٬ فكثيرا ما يبقى عدد من الأصوات يكون اصغر من
العدد المقسوم عليه دون أن تستفيد منه القائمة في التمثيل٬ وهناك ثلاثة طرق لتوزيع
البواقي.
1- الباقي الأقوى:
في
هذه الطريقة ننظر إلى الحزب الذي بقي له أكبر عدد من الأصوات٬ ونضيفه مقعد تم
الحزب الذي يليه حتى يتم توزيع باقي المقاعد في المثال السابق لو طبقنا هذه
الطريقة نجد:
"أ"
← 3200 صوت= مقعد واحد والباقي 1200 صوت.
"ب"
← 3100 صوت= مقعد واحد والباقي 1100 صوت.
"ج"
← 3700 صوت= مقعد واحد والباقي 1700 صوت.
يضاف
مقعد للقائمة "ج" لأن لديها أكبر باقي٬ والمقعد المتبقي يضاف إلى
القائمة "أ" لديها أكبر باقي
كذلك.
وتكون
النتيجة: القائمة "أ" تحصلت على مقعدين القائمة "ب" تحصلت على
مقعد واحد والقائمة "ج" تحصلت على مقعدين٬ قد وزعت 5 مقاعد بأكملها.
2- نظام المعدل الأقوى:
هذا
النظام يعتمد على المعامل الانتخابي المحلي٬ وعلى المقعد المفترض الذي يمنح لكل
قائمة في توزيع المقاعد المتبقية بعد العملية الحسابية الأولى، حيث يضاف مقعد واحد
مفترض إلى عدد المقاعد التي حصلت عليها سابقا لكل قائمة٬ ثم نقوم بقصة عدد الأصوات
التي حصلت عليها كل قائمة على عدد المقاعد بعد إضافة المقعد المفترض٬ والقائمة
التي يقول لها أقوى معدل هي التي تحصل على مقعد إضافي.
لو
طبقنا هذه الطريقة على المثال السابق فنجد:
- القائمة
"أ" ← 3200 صوت= مقعد واحد+ مقعد افتراضي.
- القائمة
"ب" ← 3100 صوت= مقعد واحد + مقعد افتراضي.
- القائمة
"ج" ← 3700 صوت= مقعد واحد + مقعد افتراضي .
- فنجد
للقائمة "أ" مقعدين نقوم بقسمة 3200/ 02 = 1600 صوت.
- فنجد
للقائمة "ب" مقعدين نقوم بقسمة 3100/ 02= 1550 صوت.
- فنجد
للقائمة "ج" مقعدين نقوم بقسمة 3700/ 02= 1850 صوت.
فللقائمة
"ج" أكبر معدل يضاف لها مقعد٬ ويضاف المقعد الآخر للقائمة "أ"
لأن معدلها أقوى٬ ولهذا فالنتيجة تكون كالتالي:
- القائمة
"أ" تحصلت على مقعدين.
- القائمة
"ب" تحصلت على مقعد.
- القائمة
"ج" تحصلت على مقعدين.
وفي
نفس النتيجة الباقي للأقوى.
3- نظام هونت البلجيكي
لقد
كان الأستاذ "هونت" أستاذ القانون المدني في الجامعة البلجيكية وكان
مولعا بالحساب والرياضيات٬ فطلب منه وزير العدل بلجيكي وضع طريقة لتوزيع المقاعد
في التمثيل النسبي٬ فوضع هذه الطريقة توصل إلى نفس نتائج النظامين السابقين٬ ولكن
بطريقة مغايرة.
حيث
تقسم عدد أصوات القوائم على عدد المقاعد٬ ثم أخذ عددا من حواصل القسمة يساوي عدد
المقاعد المخصصة للدائرة الانتخابية وأصغر معدل فيهم٬ وهو عبارة عن قاسم مشترك
يمثل معامل انتخابي لدائرة وتوزع على أساسه المقاعد.
نعود
إلى المثال السابق ونطبق عليه طريقة الهونت البلجيكي.
- القائمة
"أ" 3200 صوت.
- القائمة
"ب" 3100 صوت.
قائمة "أ" 3200 صوت | قائمة "ب" 3100 صوت | قائمة "ج" 3700 صوت | |
---|---|---|---|
قسمة 1 | 3200 صوت | 3100 صوت | 3700 صوت |
قسمة 2 | 1600 صوت | 1550 صوت | 1850 صوت |
قسمة 3 | 1066.66 صوت | 1033.33 صوت | 1233.33 صوت |
قسمة 4 | 800 صوت | 775 صوت | 925 صوت |
قسمة 5 | 640 صوت | 620 صوت | 740 صوت |
نأخذ
أكبر المعدلات حسب عدد المقاعد 3700 صوت و3200 و3100 صوت و1850 صوت و1600 صوت.
القاسم
المشترك هو 1600 (معامل الإنتخابي)٬ نقسم عليه عدد أصوات كل القائمة٬ فنجد:
القائمة
"أ" لها مقعدين٬ والقائمة "ب" نقاط٬ والقائمة "ج"
لها مقعدين.
المرجع:
- د. خلوفي خدوجة، محاضرات في مقياس القانون الدستوري والنظم السياسية، مطبوعة موجهة لطلبة السنة الأولى ليسانس جذع مشترك، جامعة أكلي محند أولحاج البويرة، كلية الحقوق والعلوم السياسية، الجزائر، السنة الجامعية: 2019 – 2020، ص25 إلى ص34.