الإجابة النموذجية في إختبار الثقافة العامة | مسابقة القضاء 2024
السؤال
- تلعب الجزائر منذ توليها مهامها كعضو
غير دائم في مجلس أمن منظمة الأمم المتحدة منذ مطلع جانفي 2024 دورا محوريا للدفاع
عن القضايا العادلة في العالم، وقد جعلت من تسوية القضية الفلسطينية بشكل نهائي من
أبرز أولوياتها، إلى جانب انخراطها في مسار إصلاح مجلس الأمن وفق نهج شامل ومتكامل
يكفل توازنا جغرافيا عادلا ويضع حدا للإجحاف التاريخي في حق القارة الإفريقية.
الإجابة النموذجية
المنهجية في الإجابة (2ن)
يجب أن
تكون الإجابة منهجية وفقا لطبيعة السؤال، فتحتوي على مقدمة تعرض فيها إشكالية
الموضوع، ثم عرض/دراسة تحليلية للموضوع، يستعرض فيها المترشح إما خطة واضحة أو على
الأقل أن تكون الأفكار متسلسلة ومنطقية وتجيب عن الإشكالية، وأخيرا خاتمة تتطرق
لحوصلة الدراسة أو النتائج التي توصل لها المترشح.
يجب أن
تحتوي الإجابة مهما كانت المنهجية المتبعة على إبراز رأي المترشح وموقفه مما عرض تحليله،
مناقشته أو التعليق عليه، أي عدم الإكتفاء بإستعراض المعلومات بل محاولة نقدها
وتحليلها أو التعقيب عليها.
- مقدمة (مع الإشكالية): (3ن)
- المحور الأول: 7 نقاط
- المحور الثاني: 7 نقاط
- خاتمة: 1ن
مقدمة: 3 نقاط (نقطتين للعرض العام، نقطة واحدة للإشكالية)
يمكن
للمقدمة أن تتعرض للعناصر التالية:
-
التذكير بمبادئ السياسة الخارجية الجزائرية من أجل تكريس قواعد القانون الدولي
وقيم الدولة الجزائرية في سبيل تعزيز الأمن والسلم الدوليين: موقف ثابت في مساندة
القضايا العادلة، دعم الشعوب المتضهدة، تغليب التسوية السلمية للنزاعات، ضرورة
احترام الشرعية الدولية، ضمان تطبيق المبادئ العالمية كحق الشعوب في تقرير مصيرها
وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والمساواة بين الدول وفقا لميثاق الأمم المتحدة
...
-
التذكير بالإلتزام الدائم للدبوماسية الجزائرية للمساهمة الفعالة في تعزيز قيم
السلام وفضائل الحوار من أجل تجاوز الخلافات وتعزيز التعاون الدولي.
- التذكير
بالموقف الثابت للدولة الجزائرية في مكافحة الإستعمار بكل أشكاله وتصفيته ودعم
الشعوب المضطهدة التي تسعى لنيل تحررها، ومناهضة كل أشكال التمييز والفصل العنصري.
-
التذكير بأولويات الجزائر التي تعهدت بالسعي للدفع بها خلال عهدتها في مجلس الأمن
والتي تحمل مسؤوليات وإلتزامات متعددة على مستويات عدة، فعلى المستوى العام
والشامل تسعى الدولة الجزائرية نحو إعادة تفعيل وتعزيز العمل الدولي المتعدد
الأطراف في جميع المجالات في مواجهة مختلف التحديات والتهديات العابرة للأوطان
والحدود، سواء تعلق الأمر بالنزاعات المسلحة الدولية أو غير الدولية، أو الإرهاب،
الجريمة المنظمة، مخاطر الكوارث الطبيعية والتغييرات المناخية ... أما على المستوى
الإقليمي تتعهد الجزائر على تشجيع الحلول السلمية الدائمة والمستدامة للأزمات
والنزاعات لا سيما تلك المعقدة والمتشبعة الأطراف بفعل التدخلات الخارجية (مالي،
ليبيا، السودان، الصومال، اليمن، سوريا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جمهور
إفريقيا الوسطى ...) كما تؤكد الجزائر دعمها الغير مشروط لقضيتي فلسطين والصحراء الغربية
من أجل إنهاء الاحتلال فيها ومنح شعبيهما الحق في تقرير المصير وفق القرارات
واللوائح الأممية، من جهة أخرى، تجعل الجزائر من إصلاح مجلس الأمن ضمن منهج متكامل
وشامل إحدى أولوياتها وتعتبره حتمية للمجموعة الدولية في سبيل تمثيل أكثر شفافية
ووضع حد للإجحاف في حق القارة الإفريقية، وهو ما أكده رئيس الدولة الجزائرية أثناء
مشاركته في أشغال الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة (سبتمبر 2023)، وبعدها
في مناسبات عدة.
الإشكالية: تتعلق
الإشكالية بإبراز الدور المحوري الذي تتبوؤه الجزائر منذ بداية عهدتها كعضو غير
دائم في مجلس الأمن من أجل نصرة القضايا العادلة في العالم وعلى رأسها القضية
الفلسطينية، لا سيما في خضم الجرائم المرتكبة ضد شعبها منذ 7 أكتوبر 2023 وكذا
الوقوف على جهودها المتواصلة من أجل إصلاح مجلس الأمن وفق نهج شامل ومتكامل يهدف
إلى إقامة نظام دولي أكثر توازنا وعدلا.
المحور الأول: جهود الجزائر لإيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية في مسار تسوية سلمية خلال عهدتها بمجلس الأمن الأممي 2024-2025 (7نقاط)
أولا: دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة ومنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة (3 نقاط ونصف)
يمكن
أن تتضمن الإجابة في هذه الجزئية العناصر التالية:
-
تغتنم الجزائر عضويتها في مجلس الأمن من أجل حشد الدعم الدولي والتنسيق مع باقي
الأعضاء، لا سيما الدائمين وعلى رأسهم الإتحاد الروسي والصين، وكل الجهات المناصرة
للقضية الفلسطينية لتكريس قيام دولة فلسطينية سيدة ومستقلة عاصمتها القدس الشرقية
بإعتباره السبيل الوحيد لحل هذه القضية وإستعادة السلم والأمن والإستقرار في منطقة
الشرق الأوسط.
-
بالإضافة إلى دورها المحوري على مستوى مجلس الأمن لإعلاء صوت الشعب الفلسطيني المضطهد،
تواصل الجزائر جهودها ومعاركها الدبلوماسية على مستوى الجمعية العامة للأمم
المتحدة لدعم أحقية دولة فلسطين في العضوية الكاملة بمنظمة الأمم المتحدة، والتي
تمخض عنها مؤخرا تبني الجمعية العامة بالأغلبية الساحقة لقرار في هذا الإطار (ماي
2024)، تجاوبا مع مشروع القرار (المعدل) الذي تقدمت به الجزائر باسم المجموعة
العربية في نيويورك حول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة.
-
التأكيد على حتمية اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته في وقف العدوان على فلسطين وإغاثة
الشعب الفلسطيني ووضع حد نهائي لإفلات المجرمين من المساءلة والمعاقبة.
ثانيا: العمل على وضع حد للجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني ومعاقبة مرتكبيها (3 نقاط ونصف)
يمكن
أن تتضمن الإجابة في هذه الجزئية العناصر التالية:
-
التذكير بمشاريع القرارات المقدمة من طرف الجزائر لوقف العدوان على غزة ورفح.
-
الإشارة إلى الجهود المبذولة من طرف الجزائر من أجل تنفيذ قرارات وأوامر محكمة
العدل الدولية في ما يخص الإجراءات المؤقتة المفروضة على إسرائيل في خضم العدوان
على غزة ورفح في هذا السياق يمكن التطرق لهذه النقاط (على سبيل المثال لا الحصر):
- إعتبار
منها أن الحكم الصادر عن محكمة العدل الدولية في 26 جانفي 2024 والمتضمن إجراءات مؤقتة
يعلن عن بداية حقبة الإفلات من العقاب للإحتلال الإسرائيلي نتيجة انتهاكاته
المتواصلة لحقوق الشعب الفلسطيني، قامت الجزائر بإعتبارها عضو غير دائم في مجلس
الأمن بالدعوة إلى عقد اجتماعات للمجلس بغية تنفيذ القرار الصادر عن المحكمة.
-
القرار الصادر في 24 ماي 2024 بخصوص إلزام إسرائيل بالوقف الفوري لإطلاق النار على
مدينة رفح، حيث طالبت الجزائر بصفتها عضوا في مجلس الأمن هذا الأخير بالتجاوب مع
أمر المحكمة من خلال إضفاء الصيغة التنفيذية عليه بشكل يضع حدا لمختلف أشكال
الجرائم المرتكبة ضد سكان قطاع غزة ومدينة رفح على وجه الخصوص.
المحور الثاني: إصلاح مجلس الأمن الأممي وفق نهج شامل ومتكامل: أولوية للجزائر خلال عهدتها (7 نقاط)
أولا: إصلاح مجلس الأمن: مسار ضروري لإقامة نظام دولي أكثر تمثيلا وعدلا وتوازنا يضع حدا للإجحاف في حق القارة الإفريقية (3 نقاط ونصف)
يحتوي
هذا الجزء على جملة من العناصر الرئيسية التي قد يكون من بينها:
- تعد
الجزائر من الدول التي طالبت منذ سنوات بضرورة إصلاح مجلس الأمن إصلاحا شاملا
ومتكاملا لضمان تمثيل جغرافي عادل ومنصف يعكس التوازن الدولي الحالي، وهذا في إطار
الموقف الإفريقي الموحد والمشترك المجسد أساسا من خلال لجنة العشر للاتحاد
الإفريقي المعنية بإصلاح مجلس الأمن التي تعد الجزائر أحد أعضائها الفاعلة.
-
يقتضي الإصلاح وفق نهج شامل ومتكامل مراجعة عدة إجراءات وقواعد قائمة لطالما
اعتبرتها الجزائر غير عادلة ومجحفة أساسا من خلال: زيادة عدد الأعضاء الدائمة وغير
الدائمة لتشمل تمثيلا أوسع للدول النامية لا سيما الإفريقية منها، معتبرة أن
التشكيلة الحالية تكرس ظلما تاريخيا ارتكب في حق القارة الإفريقية منذ إنشاء منظمة
الأمم المتحدة ويظل قائما لحد اليوم، إذ بالرغم من أن هذه القارة تعد ثاني أكبر
القارات مساحة (30 مليون كم2)
وديموغرافيا (1 مليار و500 مليون نسمة)، إلا أنها لا تملك منصبا دائما في مجلس
الأمن، وعليه تضع الجزائر ضمن أولوياتها في عهدتها إنهاء هذا الإجحاف على نحو يسمح
للقارة الإفريقية بالتموقع كفاعل مؤثر يساهم بكل أمانة ومسؤولية في الحفاظ على
السلم والأمن الدوليين.
- لا
تقتصر الإصلاحات التي تطالب بها الجزائر فيما يخص مجلس الأمن على زيادة عدد
الأعضاء وتمثيلها لمختلف المناطق في العالم، وإنما تشمل أيضا مطالبات بمراجعة
آليات عمل المجلس لتحسين فعاليتها وضمان تمتعها بالشفافية.
-
تواصل الجزائر جهودها الرامية عموما لتعزيز دور مجلس الأمن في القيام بمهمته
الرئيسية الموكلة له بموجب المادة 24 من ميثاق الأمم المتحدة حول حفظ الأمن والسلم
الدوليين وضمان عدم استغلال حق النقض على وجه يعرقل تحقيق العدالة وحل النزاعات
الدولية.
ثانيا: جهود الجزائر من أجل جعل إصلاح مجلس الأمن أولوية للمجموعة الدولية خلال عهدتها بالمجلس (3 نقاط ونص)
يمكن
أن تتضمن الإجابة في هذه الجزئية العناصر التالية:
-
التأكيد أن تسريع المفاوضات بشأن إصلاح مجلس الأمن ينبغي أن يكون أولوية للمجموعة
الدولية من أجل أن يعيد للمجلس دوره وفعاليته في وجه تتابع الأزمات والنزاعات
والصراعات وتراكمها على المستويين الإقليمي والدولي أمام عقم المبادرات
الدبلوماسية وأن هذا الإصلاح المنشود ينبغي أن ينأى بالمجلس عن التجاذبات
والإنقسامات والإستقطابات التي غيبت دوره في وقت حرج يحتاج فيه كل العالم أن تكون
هذه الآلية الأممية المركزية كضامن للشرعية الدولية وحام لمبادئ القانون الدولي
وبصفتها المسؤول الأول عن الحفاظ عن الأمن والسلم الدوليين.
- إن
السياق الدولي الحالي، الذي يتسم بالأزمات المتعددة والتغيرات الجيوسياسية، فضلا
عن التهديدات المتعددة الأبعاد والأوجه التي تواجهها القارة الإفريقية مثل الإرهاب
والحروب وتغير المناخ وأزمات الصحة والطاقة والغذاء، تؤكد أهمية وضرورة هذا
الإصلاح.
-
تعزيز التواصل والتفاعل مع مختلف الفاعلين من دول ومجموعات وتكتلات لتوسيع قاعدة
الدعم الدولي لصالح الموقف الإفريقي المشترك، وتكثيف مشاركة لجنة العشر للاتحاد
الإفريقي في المفاوضات الحكومية التي تتم في الأمم المتحدة مع تركيز أكثر على
خصوصية الموقف الإفريقي، وعلى ضرورة توفير معالجة منفصلة للمطالب الإفريقية تحترم
الطابع الأولوي والإستعجالي لها.
خاتمة (1 نقطة)
يمكن للمترشح أن يستعرض حوصلة لأفكاره وأهم النتائج المتوصل إليها، ويبرز وفقا لرأيه وبطريقة موضوعية اغتنام الجزائر لفرصة عضويتها غير الدائمة للمرة الرابعة في مجلس الأمن الأمم المتحدة من أجل النضال المتواصل وتكثيف جهودها وكفاحها اللامتناهي في سبيل القضايا العادلة في العالم بأسره وعلى رأسها القضية الفلسطينية، واعية بالمسؤولية الملقاة على كاهلها بإعتبارها صوتا للشعوب المضطهدة لاسيما العربية والإفريقية. كما وتضع الجزائر ضمن أولوياتها بإعتبارها عضوا في مجلس الأمن مسألة إصلاح هذه الآلية وفق نهج متكامل وشامل لضمان تمثيل عادل ومتوازن لكل مناطق العالم ورفع الظلم التاريخي ضد القارة الإفريقية لاسيما في سياق عام يتميز بإختلال في الموازين وتراجع في القيم وتصاعد مقلق في مظاهر الإحتكام لمنطق القوة ويشهد تزايدا مقلقا في بؤر التوترات والنزاعات التي تشوب القارة الإفريقية وسط تعاظم أخطار التدخلات الخارجية.